Community Leader’s Voice Mr. Salih Al-Nazal

Community Leader’s Voice

Mr. Salih Al-Nazal

فُرصة لا تُعوض

يُقال ان الفرصة تأتي في العُمر مرةً واحدة فقط فاذا لم نغتنمها ذهبت ولن تعود، هنالك من يتفق مع هذا القول وهنالك من يختلف، والذي يختلف مع هذا القول يبرر الاختلاف على ان الذي يهب الفرص هو الله وأن الله حي لم ولا ولن ينقطع عطاءهُ ما دامتِ السمواتُ والارض.

ربما أنا وانت نتفق مع القولين معاً ولكن على أية حال هنالك فُرص لا يجبُ ان ندعها تذهب سُداً وعلينا ان نعمل جاهدين على اغتنامها والظفر بها والتعرف على كيفية التعامل معها لانها قد تكون مفتاح النجاح واحد اسباب رضى الرب سبحانه وتعالى.

إذا هبت رياحك فاغتنمها .... فعقبى كل خافقةٍ سكونُ

ولا تغفل عن الاحسان فيها .... فلا تدري السكونُ متى يكونُ

الكثير منا تاتيهِ الفُرصة إلا أنه لا يعرف كيف يتعامل معها او يستثمرها فتراه يذهب الى الشخص الخطأ ليُرشده الى القرار الخطأ والسبيل غير المجدي وإذا به يهمل تلك الفرصة ظناً منه انها ربما ستعود مرة أُخرى او للأسف لا يتحققُ الأمر ولن يعود ما فاته من فرص لان الزمن لا يعود للوراء. الفُرص لا تعترف بالاماكن ولا بالاحوال، نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم أتتهُ الفرصة وهو في السجن وقد كان خيرُ مثال ٍعلى اقتناص الفرص والاستفادة منها وكيفية التعامل معها واستثمارها حين اراد الملك شخصاً عالماً في تفسير الرؤى والاحلام فبعث وراءه فأراد نبي الله يوسف عليه السلام ان يغتنم تلك الفرصة وأن يُلفت إنتباه الملك لشخصيتهِ العظيمة وعلمه الفريد ولكي يعمل على ما يثبت براءتهُ من التهم ويخرج من السجن وقد حصل ذلك ليصبح بعدها مسؤولاً على خزائن مصر من الطعام والاموال ولم يحصل ذلك إلا بإذن الله أولاً وبعلم يوسف وذكاءه وحنكته في التعامل مع الفُرص.

سيدي الفاضل..سيدتي الكريمة، الناس يقولون ان الحياةَ فُرص وانا اقول ان الحياة الدنيا نفسها فرصةً لنا ولن تكرر مرة ثانية لذلك علينا أن نستثمرها بالخير والمحبة والاحترام والجد والاجتهاد والعمل الدؤوب ومساعدة الاخرين اياً كانت انتمائاتهم ومعتقداتهم والابتعاد عن الطاقات السلبية التي تحيط بنا من كل جانب والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو المحبة الاخوية التى زرعها الله سبحانه وتعالى في الانسانية، فمن سقى زرع تلك المحبة أنبتت له خيراً وفيراً ومن سقى زرع الحقد والكراهية والتعالي انبتت له الشر ونكد العيش والعياذ بالله، فلنحرص على أن نستغل حياتنا اليومية